أخلاقيات المعلم فى زمن العولمة ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخلاقيات المعلم فى زمن العولمة ....


أحب أن أبدأ موضوعي بحكمة كنت قد قرأتها واعجبتنى فحفظتها .. هذه الحكمة لو قرأناها جيداً لوجدنا الإجابة عن ما لا يقل عن 75% من أسباب فشلنا وتخلفنا عن ركب الدول المتقدمة…

الحكمة تقول : “خطأ الطبيب يواريه التراب .. وخطأ المعلم يتوارثه الأجيال”

لو أن أحد الأطباء قد اخطأ أثناء إجراء عملية جراحية لأحد المرضى فإن أقصى ما قد يحدث في هذه الحالة هو أن يموت المريض وتغطى جثته التراب .. أما المعلم فهو لا يتعامل مع شخص واحد وليس اى شخص .. إن المعلم هو المسئول الاول عن تربية النشء والأبناء الذين سيصبحون فيما بعد أفراد مجتمع بكل طبقاته وفئاته ووظائفه .. وبالتالي فخطأ المعلم – وان كان مجرد خطأ بسيط – فهو يؤثر في مجتمع ووطن بأكمله ..

والمعلم قبل أن يكون أداة ووسيلة لنقل العلم والمعرفة لطلابه هو قدوة ومثال يقلده طلابه سواء في أسلوبه أو أخلاقه أو مبادئه .. ومن هنا يتضح الدور الخطير والحساس الذي يلعبه المعلم سواء على مستوى طلابه أو على مستوى المجتمع ككل فهو صاحب رسالة تعد من أسمي الرسالات .. ولا تعلوها في المنزلة والمكانة إلا الرسالات التى جاء بها الأنبياء ..

لقد ذكرت في عنوان موضوعي كلمة ( العولمة ) وأنا لا أقصد أن أقول أن العولمة هي السبب الجوهري لهبوط مكانة المعلم في زماننا هذا .. لكن ما أريد قوله أنه مع بداية زمن العولمة والانفتاح قد تغير المعلم بصورة جوهرية .. إذ لم يعد يهتم بإخراج جيل ذو أخلاق ومبادئ .. يمكن القول تقريبا أن المعلم – في زماننا هذا – قد باع رسالته السامية وترك دوره كقدوة لطلابه في المدرسة وبدأ يلهث وراء المادة والنقود من خلال الدروس الخصوصية .. وأن يجعل العلم مجرد سلعة تباع وتشترى .. ولا يهم بعد ذلك إن كان الطالب قد استفاد علمياً او أخلاقياً أو أى شئ من هذا القبيل…

إنه ليس من العدل أن نتهم العولمة والانفتاح على العالم الخارجي بأنهم السبب الرئيسي في تأخر العملية التعليمية .. بدليل أن هناك دول أخرى مثل الصين – على سبيل المثال – التي انفتحت على العالم الأوروبى مثلنا ولكنهم لم يأخذوا ولم يتعلموا من الثقافة الغربية إلا ما يتفق مع مبادئهم وتقاليدهم .. وذلك على النقيض مما فعلنا نحن .. بل الأدهى من ذلك أنهم عرفوا وفهموا المعنى الصحيح لتربية النشء وصناعة الأجيال فجعلوا مهنة مربى الأجيال هي أفضل وأسمي الوظائف على مستوى الدولة كما جعلوا صاحبها من أصحاب أعلي الرواتب على مستوى الدولة ….

أيضا لو نظرنا للطالب نجد أنه هو الآخر قد تغير في ظل العولمة إذ أنه أصبح أكثر ذكاءً عن ذي قبل وأكثر فهماً لتكنولوجيا العصر من كمبيوتر وانترنت وكمبيوتر وتلفاز وموبايل إلى غير ذلك من وسائل التكنولوجيا .. وهو لا يستخدم هذه الوسائل – في الغالب – استخدامها الأمثل .. فهو بالتأكيد يحتاج إلى من يوجّهه ويرشده إلى الطريق الصائب .. يحتاج إلى من ينمّى ويطوّر من ذكائه ومواهبه وفى نفس الوقت يهبه درع من الأخلاقيات والمبادئ يقيه ويحميه من أخطار التطور والتكنولوجيا والتأثر بالغرب .. وهو ما لا يستطيع المعلم بصورتة التقليدية الحالية أن يقدمه للطالب ….

إنني في هذا الموضوع لا ابالغ إن قلت أن هذا الموضوع تقريباً يؤثر على كل بيت وكل اسرة سواء في المغرب أو على مستوى الوطن العربي ككل .. فنحن نحتاج إلى أسلوب جديد وطرق متطورة لتطوير المعلم والطالب والعمليه التعليمية ككل …

… أتمنى منكم – بعد قرائتكم لهذا الموضوع أن نحاول معا تقديم افكار جديدة وحلولاً مبتكرة للنهوض بالعملية التعليمية في عصرنا الحالي .. ومحاولة اللحاق بركب الدول المتقدمه .. وألا نكتفي بدورالمتفرجين التقليديين لما يحدث حولنا من تقدم وتطور فى جميع المجالات ….منقول للافادة

[[size=18]

السّلام عليكم ورحمة الله و بركاته

شكرَ اللهُ لكي هذا المجهود لتقديمنا هذا الموضوع الذي هو من الأهمية بمكان

التقليد الأعمى للغرب الكافر والشرق الملحد هو السّبب وراء هذا الإنحطاط ، وقد صدق فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم حين قال في الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري (( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم .قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟!! ) اذن فالحل الوحيد هو العودة الى الدين واقتفاء اثر قدوتنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم، كيف لا وهو الذي اخرج قريشا من ضلمات الجهل والعار الى نور المعرفة والعلم، كيف لا وهو القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، وهو القائل ايضا (اتّق الله حيثما كُنت، وأتبِعِ السيّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخَالِقِ النّاس بخُلقٍ حَسن)

1.الصدق:

عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البِرّ يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ، ويتحرّى الكذب ، حتى يُكتب عند الله كذابا . رواه البخاري ومسلم

2.العدل :

قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

3اللين والرفق :

قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام" حُرِّم على النار كل هيِّن ليِّن سهل قريب من الناس " ويقول صلى الله عليه وسلم : " ماكان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه "

4.الحِلم و الإحسان:

يقول تعالى : (‏ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

5-سرعة الفيئة:

( يكون الرجل سريع الغضب قريب الفيئة فهذه بهذه ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة فهذه بهذه ,فخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة ,وشرهم سريع الغضب بطيء الفيئة ), ولا تنسو أن الإعتراف فضيلة.

6-التواضع:

قال تعالى لنبيه الكريم ((واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)) وقد قال تعالى ((ولا تصعر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور)),(يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم». رواه الترمذي.

7 الأمانة:

يقول صلى الله عليه وسلم : ( أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك مافاتك من الدنيا :صدق الحديث,وحفظ الأمانة ,وحسن الخُلُق ,وعِفّة المطعم )
هذا وهناك الكثير ولكن المجال لا يتسع لذكر كل شيء ، ما علينا الا البحث في سيرة رسولنا الكريم

اختم بقول بعض اهل العلم;

قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " تعلموا ما شئتم أن تتعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به ".
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : "لا يزال العالم جاهلاً بما علم حتى يعمل به فإذا عمل به كان عالماً ".

أستسمح على الإطالة علما ان الموضوع جدّ مهمّ ويتطلّب المزيد من البحث